Month: يونيو 2022

وَقتٌ كَافي

عِندما رَأَيتُ الحَجمَ الهائِلِ لِنُسْخَةِ كِتابِ لِيو تولستوي "الحَرب وَالسَّلام" فِي مَكْتَبَةِ صَديقَتي، اعتَرَفَتْ قَائِلَةً: "لَمْ أَتَمَكَّنْ أَبدًا مِن قِراءَةٍ هَذا الكتابِ بِالكَامِلِ". ضَحِكَتْ مَارتي قَائِلَةً: "عِندمَا تَقَاعَدتُ مِنَ التَّدريسِ حَصَلَتْ عَليهِ كَهَديَةٍ مِن صَدِيقَةٍ قَالتْ لِي، أخيرًا سَيَكونُ لَديكِ وَقْتٌ لِقراءَتِهِ".

تَتَكَلَّمُ الأَعدادُ الثَّمانِيةُ الأُولى مِنَ الأَصْحَاحِ الثَّالِثِ فِي سِفْرِ الجَّامِعَةِ عَن أُمورٍ وَأَنْشِطَةٍ مَأْلُوفَةٍ فِي إِيقاعِ الحَياةِ مَعَ…

رَفْضُ التَّبريرِ (الَّذي قَد يَبدو) عَقْلانِيًّا

سَأَلَ ضَابِطُ شُرْطَةٍ فِي أَتْلانتا سَائِقَةَ سَيَّارَةٍ عَمَّا إِذا كَانَتْ تَعْلَمُ سَبَبَ إِيقَافِهِ لَها. فَرَدَّتْ وَهي فِي حَيرَةٍ: "لَيْسَتْ لَدَيَّ أَيُّ فِكْرَةٍ!". فَقَالَ لَها الضَّابِطُ بِلُطْفٍ: "لَقد كُنْتِ تُرسلين لي رَسَائِلَ نَصِّيَّةً أَثْنَاءَ القِيادَةِ". فَاعْتَرَضَتْ قَائِلَةً وَهِي تُقَدِّمُ هَاتِفَها الخلويَّ كَدَليلٍ: "لَا، لَا! إِنَّه بَريدٌ إلكترونِيٌّ".

إِنَّ استخدامَ الهَاتِفِ الخلويِّ لإِرسالِ بَريدٍ إلكترونِيٍّ لَا يُمْكِنُ استخدامُه كَثَغْرَةٍ فِي القَانُونِ الَّذي…

كَرَمٌ وَفَرَحٌ

يُخْبِرُنا البَاحِثونَ بِأَنَّ هُنَاكَ رَابِطًا بَينَ الكَرَمِ )العَطَاءِ بِسَخَاءٍ( وَالفَرَحِ قَائِلين: إِنَّ الَّذين يَتَبَرَّعونَ بِأَموالِهم وَوَقْتِهم لِلآخرين يَكونونَ أَكْثرَ سَعَادَةً مِنَ الَّذين لَا يَفْعَلونَ ذَلِكَ. قَادَ ذَلِكَ أَحَّدَ أَخصَّائِييِّ عِلمِ النَّفْسِ إِلى أَن يَخْلُصَ قَائِلًا: "فَلْنَتَوَقَّفْ عَنِ التَّفكيرِ فِي العَطَاءِ كَواجِبٍ أَخْلاقِيٍّ، وَنَبدأ بِالتَّفكيرِ فِيهِ كَمَصْدَرٍ للفَرَحِ وَالمُتْعَةِ".

بَينما العَطاءُ يُمْكنُ أَنْ يَجْعَلَنا سُعداء، إِلَّا أَنَّني أَتساءَلُ عَمَّا إِن كَانَ…

يَسوعُ هُنا

اسْتَلْقَتْ عَمَّتي الكَبيرةُ العَجوزُ عَلى فِراشِها وَعَلى وَجْهِهِا ابتسامَةٌ. وَكَانَ شَعْرُها الرَّمَادِيُّ مَوضوعًا لِلخَلفِ وقد أظْهَرَ وَجْهَها الَّذي كَانَتْ التَّجاعِيدُ تُغطِّي وَجْنَتَيهِ. لَمْ تَكنْ تَتَكَلَّمُ كَثيرًا، لَكِنَّني مَا زلتُ أَتَذَكَّرُ الكلماتِ القَليلَةَ الَّتي قَالَتها عِندَما زُرتُها أَنا وَأَبي وَأُمي. هَمَسَتْ: "أَنا لَسْتُ بِمفردي، يَسوعُ هُنا مَعي".

تَعَجَّبتُ مِن كَلامِ عَمَّتي لِأَنَّني كُنْتُ عَزباء فِي ذَلِكَ الوَقتِ. كَانَ زَوجُها قَد تُوفِّيَ…

لُطْفُ الصِّدقِ (وَالإِخْلَاصِ)

قَالَ لِي أَحَّدُهم: "فِي بَعْضِ الأَحيانِ يَا صَديقي العزيز تَبدو أَكثرَ قَدَاسَةً مِمَّا أَنْتَ عَلَيهِ حَقًّا"، كَانَ ذَلِكَ صَدِيقًا مُقَرَّبًا وَمُعَلِّمًا أُقَدِّرُ بَصيرَتَهُ وَتَمييزَهِ لِلأُمورِ، وَلَولا أَنَّهُ كَذَلِكَ لَتَضَرَّرتْ مَشَاعِري. لَقدْ جَفِلتُ وَضَحِكتُ فِي نَفْسِ الوَقْتِ، وَأَنا أَعْلَمُ بِأَنَّهُعلى الرَّغْمَ مِن أَنَّ كَلِمَاتِهِ ضَرَبَتْ عَلى وَتَرٍ حَسَّاسٍ لَديَّ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ عَلى حَقٍّ أَيْضًا. فَقد استَخْدَمْتُ فِي بَعْضِ الأَحيانِ مُصْطَلَحاتٍ…

وَاثِقٌ فِي اللهِ

جَدَتْ دِرَاسَةٌ أُجْرِيَتْ عَام 2018 فِي المَمْلَكَةِ المُتَّحِدَةِ بِأَنَّ النَّاسَ فِي المُتَوَسِّطِ "يَقومونَ بِالنَّظَرِ إِلى هواتِفِهم الذَّكِيَّةِ وَفْحْصِها كُلَّ اثنى عَشر دَقيقَةٍ مِنَ الوَقْتِ الَّذي يَكونونَ مُسْتَيقِظينَ فِيهِ يَومِيًّا". فَلْنَكنْ صَادِقِين، تَبدو هَذِهِ الإِحْصَائِيَّةُ مُتَحَفِّظَةً لِلغَايَةِ عِندما أُفَكِّرُ فِي عَدَدِ المَرَّاتِ الَّتي أَقومُ فِيها بِالبَحْثِ فِي جُوجل لأَجِدَ إِجَابَةً عَنْ سُؤَالٍ أَو رَدًّا على رسائِلنَصِّيَّةٍ لا عَدَدَ لَها أَو مُكَالَماتٍ…

التَّركِيزُ عَلى اللهِ

عِندَما كُنتُ أَتَسَوَّقُ لِشراءِ خَواتِمِ الخطبَةِ، قَضَيتُ سَاعَاتٍ طَويلَةٍ أَبْحَثُ عَن المَاسَةِ المُنَاسَبَةِ. وَانْتَابَتني فِكْرَةٌ: مَاذا لَو فَاتَتني أَفْضَلُ مَاسَةٍ؟

وِفقًا لِعَالِم النَّفسِ وَالاقتصادِ باري شوارتز، يُشيرُ تَرَدُّدي المُزْمِنُ )فِي القِيامِ أَو فِي شِراءِ أَيِّ شَيءٍ( إِلى ما يُسَمِّيهِ "مَاكسيمايزر" وَهو شَّخْصٌ يُريدُ الحُصولَ عَلى أَقصى أَو أَفضلَ شَيءٍ )مُذْنِبٍ!(. وَهُو عَكْسُ "ساتيسفايسر" الشَّخْصُ القَنوعُ الَّذي يَتَّخِذُ قَرارًا يَسْتَنِدُ عَلى…

رُؤيَةُ قَوْسِ قُزَحْ الرَّجَاء

خِلالَ عُطْلَةٍ كُنَّا نقضيها أَنا وَزوجي فِي شَهْرِ أُكتوبر، أَجْبَرَتْني مَعْرَكَةٌ أُخرى مَع الأَلمِ بَسَببِ مَرضٍ مُزمِنٍ عَلى قَضَاءِ الأَيَّامِ الأُولى مِنها فِي غُرفَتِنا. بِسَبَبِها أَصْبَحَ مِزَاجِي مُلَبَّدًا بِالغُيومِ مِثلَ السَّماءِ. وَحينَ خَرَجْتُ أَخيرًا مَع زَوجِي للاستمتَاعِ بِمَشَاهِدٍ بِالقُربِ مِنْ مَنَارَةٍ، حَجَبَتْ سُحُبٌ رَمادِيَّةٌ دَاكِنَةٌ الكَثيرَ مِنَ المَشْهَدِ، لَكِنْ مَعَ ذَلِكَ تَمَكَّنَتُ مِنْ التقاطِ بَعْضِ الصُّورِ للجِّبالِ المُظَلّلَةِ )بِالسُّحُبِ( وَالأُفُقِ…

تَمَيَز

فِي نُوفمبر 1742، انْدَلَعَتْ أَعْمَالُ شَغَبٍ فِي سَتافوردشاير بِـ انْجلترا، للاحتجاجِ عَلى رِسَالَةِ الإِنْجيلِ الَّتي كَانَ يُقَدِّمُها تَشارلز ويسلي. يَبدو بِأَنَّ تَشارلز وَأَخاه جُون كَانَا يُغَيِّرانِ بَعضًا مِنْ تَقاليدِ الكَنِيسَةِ، وَكَانَ ذَلِكَ كَثيرًا )وَلَا يُحْتَمَلُ( بِالنِّسْبَةِ للعَديدِ مِن سُكَّانِ المَدينةِ.

عِندما سَمِعَ جُون ويسلي عَنْ أَعْمَالِ الشَّغَبِ، أَسرعَ إِلى ستافوردشاير لِمُسَاعَدَةِ أَخيِهِ. سُرعانَ مَا أَحَاطَ حَشْدٌ بِالمَكَانِ الَّذي كَانَ جُون…

العَطَاءُ بِدَافِعِ المَحَبَّةِ

فِي صَباحِ كُلِّ يَومٍ يَذْهَبُ جِلين بِالسَّيَّارَةِ لِيَشْتَري قَهْوَتَهُ مِنْ مَكانٍ قَريبٍ، وَفِي كُلِّ يَومٍ يَدْفَعُ ثَمَنَ طَلَبِ الشَّخْصِ الَّذي فِي السَّيَّارَةِ الَّتي تَلِيهِ، وَيَقولُ لِلكَاشير أَنْ يَتَمَنَّى لِذَلِكَ الشَّخص يَومًا سَعيدًا. لَيسَ لِجلين تَواصُلٌ مَعَ أُولَئِكَ الأَشخاصِ )الَّذين يَدْفَعُ لَهم ثَمَنَ طَلَبَاتِهم(، لِذَلِكَ هو لَا يَعْرِفُ رُدودَ أَفْعَالِهم )عَلى مَا يَفْعَلَهُ مَعَهم(، لَكِنَّهُ يُؤمِنُ بِبَسَاطَةٍ بِأَنَّ ذَلِكَ العَطَاءَ الصَّغيرَ…